السبت، 14 مايو 2011

سلسلة التحذير من المشعوذين والدجالين

يحصر المتعاملون مع المشعوذين بالمرضى، وهو أمر صحيح، إنما الأمراض أنواع وطبقات، ومنها طلب المناصب والنفوذ بما فيها اللهاث لمزيد من الثراء. القصد أن التعامل مع هؤلاء الكذابين وتصديقهم ليس محصوراً في الطبقات الفقيرة والأمية.

ويمكن تصنيف عناصر القوة لدى المشعوذين في ثلاث نقاط متداخلة، هي نقاط الضعف لدى الضحايا، من المصابين بأمراض جسدية ونفسية وهم الصنف الغالب، إلى المعانين من مشكلات اجتماعية أو عائلية ويشعرون بعدم التوفيق، وانتهاءً بالباحثين عن الثراء والمناصب بما فيها من تنافس وتقاتل ومكائد.

ولا بد من الإشارة إلى أن الإنسان تعتريه لحظات ضعف أمام ما يواجهه من صعوبات الحياة. الصعوبات هنا نسبية تختلف بحسب تقدير الفرد لها والبيئة التي يعيش فيها، لذا فهي قد تتحول إلى غيبوبة ذهنية لسيطرة شخصية على أخرى، والمشعوذ يصطاد لحظات الضعف هذه لينفذ منها. لذلك ترى أن المشعوذ يقدم للضحية المحتملة طبقاً مشكلاً، وفي الرسالة التي أوردتها بالأمس نموذجاً، قد يقيم المشعوذ مشروعه على «طعم» الإبهار؟

هنا حكاية ظريفة تروي قصة صعود مشعوذ، سائق التاكسي البسيط والأمي صار ببعض «الفهلوة» يتجول بين عواصم المال العربية راكباً الدرجة الأولى «بعد رفع الأسعار!» ويسكن في أفخم الفنادق.

تركزت قدرة هذا المشعوذ البسيط في لعبة صغيرة، إذ يوهم الضحايا بقدرته على تحريك الأشياء من بعد، طبعاً مع الاتصال بعوالم أخرى وتسخيرها بحسب زعمه! وعند العرض ترى الضحية عملاً خارقاً لا تفسير له.
الحلقة الاولى
يحرص المشعوذ على ضوء خافت، مردداً كلاماً غير مفهوم مع بعض الآيات القرآنية ورشات الملح وبخور وكل المؤثرات الصوتية والروائحية ويشغل الضحايا بأمور جانبية، ثم يصف زجاجات فارغة، حابكاً المشهد ليطلب من الضحايا المحتملين الحضور وطرح أي سؤال يلح عليهم، ليطرحه بدوره على المخلوق «غير المرئي» المسخّر للخدمة، لتبدأ الزجاجات بالإجابة... حيث تتحرك إما يميناً أو شمالاً، وكل حالة تعني إجابة... شيفرة «لا أو نعم» المشعوذ يترجمها وهو بعيد من الزجاجات.

وحتى لا أطيل على القارئ، المشعوذ هنا ماهر باستخدام شعرة سوداء طويلة تَدرّب عليها لتحريك الزجاجات من بعد، الشعرة لا ترى في ضوء خافت. لكن صديقي «الملقوف» اكتشف بالصدفة حكاية الشعرة، لأنه كثير الحركة «وفي الحركة بركة!» تعثر بها وهو لا يدري فانقطعت وانقطع البث معها! وانكشف المستور.

بعد سنوات ورد إلى صديقي اتصال من «سائق التاكسي سابقاً الشيخ المعالج حالياً»، وإذا به اتصال من فندق فخم في عاصمة خليجية، ليخبره أنه وصل منذ أسبوع ليقدم خدماته وسيسافر إلى عاصمة أخرى، لتقديم استشاراته لمن لم يتعثر بعد بالشعرة الطويلة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق