الأربعاء، 11 مايو 2011

سلسلة الرقية الشرعية

السلسلة السادسة
[11] كيف نستفيد من مفهوم الرقى، في العلاج الطبي؟..
الواقع الحالي فصام واضح بين الطب والرقية، وما لم ينشط الأطباء أنفسهم لتصحيح الوضع فلن يفعل ذلك أحد بالنيابة عنهم. إن العلاجات الإيمانية ومنها العلاج بالرقى غائب تماماً أو شبه غائب في ممارسات الوسط الطبي حالياً، ولا يجرؤ أحد من الأطباء حتى الآن على الحديث عنه في محاضراته أو أبحاثه بل ربما أحياناً مع مرضاه.
وقد يكون من أهم الأسباب هو أن الأطباء لا ينظرون عادة إلى أي علاج ما لم يقنن ويضبط وتتم دراسته بشكل علمي واضح، حتى يمكن إدراجه ضمن الممارسات اليومية في الطب، والعلاج بالرقية لم يقع له شيء من ذلك.
وأنا شخصياً أعتقد أن الحل لهذا الفصام هو في تحويل الرقية إلى تخصص علمي جامعي، ودمجه مع القطاع الصحي، وتكثيف البحوث فيه. وسأفصل أكثر في هذا الرأي في مسألة رقم (14).

[12] لماذا يحصل نفور بين بعض الأطباء وبعض الرقاة؟
أعتقد أن السبب مشترك.
فالأطباء من جهة قد يكون فيهم شيء من الغرور والاستعلاء على الرقاة، خاصة مع وجود الفارق في مستوى التعليم والشهادة بين هؤلاء وهؤلاء. وفي الأطباء أيضاً سرعة وعجلة في إنكار ما لا يثبت، وهذا من سلبيات المدرسة الطبية المعاصرة التي تطالب بالدليل المادي على كل شيء، وعلى كل فقد خفت هذه الصرامة في أوساط البحث الطبي، حين تبين لهم استحالة إثبات كل مسائل الطب وقوانينه بالأدلة المادية القاطعة. لكن مع ذلك يبقى البحث العلمي هو الدليل المفضل القاطع للنزاع.
أما الرقاة ففيهم شيء كبير من النفور من الطب المعاصر، لأنهم يرونه غربياً لا يؤمن بالغيبيات ولا بالله تعالى. وفي الرقاة أيضاً إشهار لسلاح النصوص الشرعية في غير مكانها أحياناً، وفيهم أيضاً عجلة في التعميم والأخذ بالعموميات والاعتداد بالتجربة الشخصية، وهي كما قلنا أوهى درجات الإثبات العلمي وأضعفها.
وتحولت القضية إلى محاولات لإثبات الرأي من كل فريق. والمخلصون من كل فريق يقولون لابد أن نلتقي ونتحاور، والحوار خطوة بناءة لكنه إلى الآن لم يحل المشكلة، ولا أظنها ستحل بمجرد الحوار، بل لابد من تحرك علمي تجريبي واسع وقوي، وسأذكر مقصودي بهذا التحرك العلمي في المسألة الأخيرة عند ذكر المقترحات.
وما لم يتجرد هؤلاء وهؤلاء فإن الضحية هم المرضى!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق